17‏/10‏/2010

الوعاء الذهبي

عاقب رجلٌ ابنته ذات الأعوام الثلاثة لأنها أهدرت لفافة من ورق التغليف الذهبية. فقد كان المال شحيحاً، مما جعله يستشيط غضباً حين رأى الطفلة تحاول أن تزين علبة بهذه اللفافة.

على الرغم من ذلك، أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو جالس يشرب قهوة الصباح، وقالت له: " هذه لك يا أبتِ!! "

أصابه الخجل من ردة فعله السابقة، ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة واكتشف أن العلبة فارغة. ثم صرخ في وجهها مرة أخرى قائلاً: " ألا تعلمين أنك حينما تهدين شخصا هدية، يفترض أن يكون بداخلها شيء ما؟"

ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات ودفن وجهه بيديه في حزن. عندها، نظرت البنت الصغيرة إليه بعينين دامعتين وقالت: " يا أبي إنها ليست فارغة، لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة. وهي كلها لك يا أبي "
تحطم قلب الأب عند سماع ذلك. وراح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة، وتوسل لها أن تسامحه. فضمته إليها وأغرقت وجهه بالقبل. ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهب
وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة فيما ابنته تضحك وتصفق وهي في قمة الفرح. استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم. وأخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته، وقد فعل.
ازداد الأب و ابنته قرباً من بعضهما مع مرور الأعوام. ثم خطف حادثٌ مأساوي حياة الطفلة بعد مرور عشر سنوات. وقد قيل إن ذلك الأب الذي كان يحتفظ بتلك العلبة الذهبية كل تلك السنوات، أخرج العلبة ووضعها على طاولة قرب سريره
وكان كلما شعر بالإحباط، أخذ من تلك العلبة قبلة خيالية وتذكر ذلك الحب غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك.
كل واحد منا كبشر، قد أعطي وعاء ذهبياً مُلئ بحب غير مشروط من أبنائنا وأصدقائنا وأهلنا. وما من شيء أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق